الجارديان: غزة تحت وطأة الموت والفقر رغم "وقف إطلاق النار"

 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا مطولًا ضمن سلسلتها الأسبوعية The Saturday Read، سلطت فيه الضوء على الأوضاع الإنسانية والسياسية الكارثية في قطاع غزة، مؤكدة أن سفك الدماء لم يتوقف رغم الوعود بوقف إطلاق النار، وأن السكان يعيشون في فقر وبؤس مستمرين.

وأوضحت الصحيفة أن سكان غزة يواجهون يوميًا مخاطر القصف والمواجهات المسلحة، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية. 

وأشارت الجارديان إلى أن مصطلح "وقف إطلاق النار" يخلق وهمًا خطيرًا بأن الحياة عادت إلى طبيعتها، بينما يعيش الفلسطينيون محاصرين في نحو 42% فقط من أراضيهم خلف ما يعرف بـ"الخط الأصفر".

منذ إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في 10 أكتوبر الماضي، قُتل أكثر من 360 فلسطينيًا، بينهم 70 طفلًا على الأقل، وفق الأمم المتحدة. 

ونقلت الصحيفة شهادات مؤلمة لسكان، منهم من فقد أطفاله بعد وقف إطلاق النار، مؤكدين أن العنف لم يتوقف.

وأشار التقرير إلى أن الهجمات تراجعت مقارنة بالسنوات الماضية، لكن العدد اليومي للقتلى لا يزال مرتفعًا، بمعدل سبعة قتلى يوميًا بحسب الجيش الإسرائيلي. 

كما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن استمرار القتل والإبادة الجماعية يجعل من "وقف إطلاق النار" مجرد وهم، بينما تستمر إسرائيل في استهداف المدنيين، بما فيهم الأطفال الذين وُصفوا بـ"المشتبه بهم" أثناء جمع الحطب.

وتطرقت الجارديان إلى الخطط الأمريكية والإسرائيلية المستقبلية، التي تتضمن السماح بالبناء فقط في "المنطقة الخضراء"، وترك باقي المناطق أنقاضًا، وإنشاء مجتمعات بديلة شبيهة بمخيمات اللاجئين، يعيش فيها الفلسطينيون في وحدات جاهزة أو حاويات، مع خدمات مشتركة للصرف الصحي.

وأكد جوناثان كريكس، المتحدث باسم اليونيسف، أن خطر الأمراض المنقولة بالمياه يتزايد، مع ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد بين الأطفال، بينما تبقى الشحنات التجارية إلى غزة أقل بكثير من احتياجات السكان الأساسية، الذين حُرموا من المأوى والمدارس والمستشفيات.

واختمت الصحيفة شهادات مؤثرة لسكان يعيشون قرب "الخط الأصفر"، حيث قال أحدهم: "نسمع يوميًا أصوات الدبابات والقذائف… ثلاثة من أقاربي قُتلوا أمس فقط، ولا نرى أي أثر لوقف إطلاق النار."